رحم الله أحمد البغدادي
أن يموت الدكتور والمفكر أحمد البغدادي فهذه سُنّة الحياة وكل نفس ذائقة الموت، لكن أن تفقد الكويت والعالم العربي نموذجاً طاهراً وشجاعاً لمشروع التنوير، فهذه هي الكارثة، حيث فقدنا الفيلسوف الدكتور أحمد البغدادي ونحن لم نفق من صدمة فقدنا للمفكر الكبير وأحد رموز التنوير في مصر الدكتور نصر حامد أبوزيد.
الضرر أن نفقد هذه الأعلام في هذا الوقت بالذات، ذلك الوقت الذي بدأ الضوء فيه يتضح من نهاية النفق، وتلك الرموز مثلت معاولها (أقلامها) أهم الأقلام التي استطاعت أن تولِّد النور في نهاية النفق، ورغم أن جهدهم المبارك اعترضته معارك هددت حياتهم ودمرت أسرهم، فإن صدقهم وولاءهم لأمتهم ورغبتهم في نقلها من الجهل إلى العلم وحرصهم على فتح الطريق لأمتهم للحاق بالأمم الناهضة جعلهم يستمرون في طرق أبواب آخر النفق، وقد تحقق الكثير جراء فعلهم الثقافي الشجاع. ميزتهم العظيمة أنهم لم يتكسّبوا من ثقافتهم بل وظفوها للمساهمة في تنوير الأمة.
أهمية المفكر والفيلسوف الدكتور أحمد البغدادي لنا أنه من أبناء الخليج ويعرف تمام المعرفة كيف نفكر، ولذلك لا يستطيع أحد المزايدة عليه في الوطنية أو التدين.
بلد مثل عمر الكويت، التي أنجبت الدكتور البغدادي والدكتور الربعي وفقدتهما، لهي قادرة على إنجاب الكثير مثلهم إن شاء الله وأحسن، وما نبوغ هؤلاء وغيرهم إلا نتيجة أجواء الحرية واحترام حقوق الإنسان والتمسك بالدستور في الشقيقة الكويت.
تغمّد الله الفقيد الدكتور أحمد البغدادي بواسع رحمته ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان على هذا الحادث الجلل.
http://aljareeda.com/aljarida/Article.aspx?id=172126لا اعلم لماذا لم اعرف هذا الرجل قبل وفاته. كان شجاع جدا، فكلامه يحتاج الى جرئة في هذا الزمان والمكان.
http://www.youtube.com/watch?v=sz916Vj20aQ