لا يوجد شيء اسمه الفكر الإلحادي. الإلحاد هو فقط عدم الاعتقاد بوجود إله, و لا يوجد شيء يجمع الملحدين غيره.
أليس هذا كافيا لتكوين دوائر من الفكر حوالي هذه النواة ؟ مثلما توجد دوائر من الفكر حوالي نواة الاعتقاد بوجود اله ؟ فمنطقيا اذا همشت فكرة عدم وجود اله ، واعتبرتها غير مؤثرة ، عليك اذا ان تعامل بالمثل فكرة وجود اله ، لأنها ضدها . اذا يصح للمؤمن أن يقول لك : ليست قضية تستحق الضجيج الذي تقيمونه كملحدين ، هي فقط ايمان بوجود اله ! وتأكد بنفسك من منطقية هذا الكلام .
الايمان بالشيء يترتب عليه اشياء ، وايضا عدم الايمان بالشيء يترتب عليه اشياء . فمثلا : اللص الذي يؤمن بوجود امن في البلدة سيترتب على ايمانه اشياء واحترازات ، وكذلك اللص الذي لا يؤمن بذلك ، سيترتب على ايمانه اشياء واجراءات وانتهاكات . فليس من المنطقي اذا ان نقول ان الالحاد ليس شيء ، وهو فقط عدم الايمان بوجود إله ، وليس منطقيا ترديد هذه العبارة على افواه الملحدين .
الالحاد اعتقاد وسلوك ، كأي عقيدة مطروحة . لو أن الملحد لا يعتقد شيئا لكان كلامك صحيحا ، لكنه يعتقد ، وليس معتقدا واحدا بل عدة معتقدات ، فهو يعتقد بعدم وجود اله بلا علم ، ويعتقد بمادية الانسان الكاملة ، ويعتقد بوجود الكون من تلقاء نفسه ومن لا شيء ، ويعتقد ان الاخلاق من صنع البشر ، والديانات ايضا . والايمان بالقوة والمصلحة والصراع إلخ . وغير ذلك من المعتقدات ، والتي بالمناسبة هي نتيجة حتمية للعقيدة الاولى ، وهي عدم ايمان بوجود اله , لأنها معتقدات اضطرارية بعد المعتقد الاول الاختياري ، وهو عدم جود اله . أما عن الطبيعة, فليس هناك شيء في الطبيعة يعتقد بوجود إله إلا الإنسان لأنه وصل لدرجة من الوعي أصبح فيها يحاول معرفة أسباب الوجود, و الدين أكثر هذه الطرق بدائية.
وهذه ايضا من ضمن المعتقدات الالحادية : كيف تقطع بأنه لا يوجد شيء في الطبيعة يعتقد بوجود اله إلا الإنسان فقط ؟ وأنت تعترف بجهلك وجهل العلم بالمعرفة الكاملة لماهية الطبيعة !
الملحد لا يكاد يجد فاصلا بين الانسان والحيوان ، فهو يريد من الحيوان ان يصلي ويبني المساجد ويلبس الملابس حتى يعترف أن التدين حاجة طبيعية ! وهذا التلاعب على الفواصل لا يصمد للنقاش المحقِّق ، فالانسان انسان والحيوان حيوان . ولكل طبيعته الخاصة ، لن يكون الانسان حيوانا كما يريد داوكينز ، ولن يكون الحيوان انسانا . أما عن التشابه البيولوجي والمادي ، فكل الحيوانات تتشابه اصلاً ، بل تتشابه مع الجماد ! أما الشذوذ الجنسي, فهو طبيعي كل الطبيعة لأن هناك العديد العديد من الكائنات التي تمارس هذا السلوك, و قد تم تحديد الجين الذي يؤدي للشذوذ الجنسي (مما يجعل الله أكبر شرير عندما يأمر بمعاقبة المثليين بينما أنه هو الذي خلق الجينات).
هذه مصادرة على الطبيعة ، المعروف علميا وواقعيا هو الانجذاب الجنسي بين الذكر والانثى لايجاد الحياة ، وما سوى ذلك يعتبر شذوذا ، انتم تريدون ان يكون الشذوذ هو القاعدة ! لماذا يا ترى ؟ لست أدري !
الملحد لا يعجبه وجود اي نظام في الكون ، ويبغيها عوجا وفوضى ، والعشوائية هي احدى المعتقدات الإلحادية . أما عن الجين ، فإذا سايرناك بان الشذوذ عبارة عن جين ، فلا بد ان يكون الاجرام جينا ايضا ، اذا لماذا لا نطلق المساجين ؟ لان الاجرام من الطبيعة بموجب كلام الجينات ! او من يستنطقون الجينات بدل الجنيّات ! طبعا انت لا تستطيع ان تفعل هذا ، اذا انت لا تصدق بالجينات حقيقة ، والا لدعيت لاطلاق المجرمين والقتلة ! لكنك تصدق باي شيء ما دام يصلح سلاحا ضد الدين ، وتبعده جانبا إذا لم يكن موجها للدين . انت تفتي للشاذ جنسيا لكنك لن تفتي للص خصوصا اذا كنت انت الضحية . وهذا تناقض بعيد عن العلمية التي تدور حولها ! مع أن الجينات هي الدافع لكليهما .أما عن نظرية التطور فأنت هنا تظهر جهلك المطبق بها عندما تدعي أنها تقول أن الكائنات المعاصرة تتطور لبعضها البعض أي خرافة الcrocoduck, بل و تظهر استزراءً كبيراً بكل ما قدمه العلماء من إثباتات علمية عن صحة نظرية التطور.
بما انك خبير بالتطور ونظريته ، فلماذا لا تقدم وصفا لفكرتها الاساسية ؟ مكتفيا بالنقد وانت تعرف كل شيء عنها ؟ على الاقل حتى يعرف القراء مدى جهلي بها ومدى علمك بها . لو كان الامر واضحا بهذه الصورة التي تقدمها لما ابتعدت عن ذكر مفهوم التطور الحقيقي الذي يسقط مفهومي الزائف عن التطور ، هل اذا قال قائل : أن 3 + 1 = 5 ، نقف ونشنع عليه ونقول اذهب وتعلم الحساب ؟ وإذا سألنا عن الصحيح لا نجيبه ؟ ام نقول له ببساطة أن 3+1=4 ؟
أنت معك حقيقة التطور ، فلماذا تخفيها ؟ والذي ينتقد وهو يملك البديل ، يسمى ناقدا متهربا .
اريدك ان تقدم مفهوم التطور بحيث يثبت خطإي عندما قلت أن الإنسان ابن سمك ، ويقدم صورة مختلفة عنه . لا ان تقدم لي نفس المفهوم مصحوبا بالتفصيلات والكلمات الاجنبية . أثبت ان خروج الانواع بعضها من بعض فكرة خاطئة في نظرية التطور ، واثبت ان الانسان بالتالي لم يتطور من الاسماك . إذا لم تثبت ان الانسان والثدييات ليست متطورة من الاسماك كما تقول النظرية ، فأنت مدعي ليس إلا .
أثبت تطوريا أن الإنسان وحده لم يتطور عن الاسماك من خلال شجرة التطور حتى أكون مخطئا . وأنا أعترف بأنني لست متعشقا لقراءة كل تفاصيل نظرية اسخر منها ، يكفي اني اعرف وأنقد فكرتها الاساسية ، وهذا ما فعلته ، لأنني لم اطلع على التفصيلات ولا احب ان اطلع عليها ، لاني لا اؤمن بها ببساطة .
رد علي من خلال الفكرة الاساسية . ومن يجادلك بالتفصيلات رد عليه من خلال التفصيلات .
وراجع هذه الصورة على هذا الرابط :
http://library.thinkquest.org/19012/treeolif.htmنظرية التطور ليست تحل مشكلة او حتمية منطقية وعلمية ، فلو قلت أن كل نوع هو مخلوق بمفرده لن تحصل مشكلة ، اذا نظرية التطور تحل مشكلة الملحد ليس إلا ولا تحل اي مشكلة اخرى . لسنا أمام معضلة بيئية لا نجد لها مخرجا الا التطور مثل نظرية النسبية ونظرية الانفجار الكبير و النظرية الاسموزية وغيرها ، فنظرية التطور اذا مبنية على التشابه + حاجة الملحد . ولهذا يتشبث بها الملاحدة الى ابعد الحدود ، وكلما سقطت حملوها وكانها رايتهم التي يجب ان تبقى حتى ولو تمزقت . وحجة أن التطور هو تفسير لوجود الاعداد الهائلة لنوع واحد من الخنافس مثلاً ، حجة ضعيفة ، لأن العلم في كل يوم يثبت فوائد وجدوى للتوازن في اشياء كان يظن الملاحدة ان لا فائدة منها . بل حتى في جسم الانسان ، كلما قالوا أن ذاك العضو زائد ولا فائدة منه ، أثبت العلم عكس زعمهم . مما يؤيد التصميم الذكي في كل مرة . وإذا عممنا هذه الفكرة نجد انها خاطئة لأن صاحبها لا يدعي اكتمال العلم ، اذا كيف يحكم بأن اشياء لا فائدة منها وهو لم يكتمل علمه بعد عنها وعن غيرها ؟
اذا سيقول القائل : لماذا يخلق الله كل هذه الاجرام السماوية ؟ لماذا لم يكتفي بخلق الارض والقمر فقط ؟ ولماذا يخلق كل هذه الانواع من النباتات ؟ لماذا لم يكتفي بخلق القمح والذرة والبطاطس وما إليه مما يتناوله البشر ؟ وهكذا نخطط لله ماذا يفعل .وهل حدوث شيء في الطبيعة الحيوانية يكون هو المقياس للانسان ؟ هل الامومة تعني رعاية الابناء ام قتلهم ؟ لأنه يوجد في عالم الحيوان إناث تقتل اطفالها في بعض الظروف ، فهل ستشرّع هذا لأمهاتنا أيضا مثلما شرّعت الشذوذ ؟ فقتل الاطفال موجود عند الارانب وغيرها ، والتفريق بين الاطفال موجود ايضا في الطبيعة ، فهل ستشرعه ايضا بما أنه أمر طبيعي كما الشذوذ الجنسي "الطبيعي 100%" ؟"الالحاد يؤيد الصراع ويؤصِّل له في الطبيعة ، وبالتالي يؤيد القوة والراسمالية ، مع ان الصراع ليس هو الاصل في الطبيعة ، بل الانسجام والخضوع للقوانين . وطبيعة الانسان لاتحب الصراع ، بل تحب السلام والانسجام ."
ما رأيك بهذه الآية: " كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون"؟
لاحظ (كرهاً لكم) .. أي أن الإنسان لا يحب الصراع . وهذا القتال المكتوب هو للدفاع عن النفس ليس إلا ، ضد قريش واليهود المتحزبين بقصد تصفية المسلمين جسديا في المدينة .