المصدر : الملحدين العرب - ساحة الترجمة .
نهاية الإيمان
هذا العنوان هو لكتاب نهايه الايمان لمؤلفه سام هاريس في نهايه المقال تجدون بعض المعلومات عن الكتاب ومؤلفه .وحتى لااطيل الكلام على الاخوه فسأقوم في هذا الشريط بعرض ترجمه فصل من هذا الكتاب لانه يرد في اعتقادي على كافه الاخوه الذين يحاولون تحسين وتلطيف صوره الدين وذلك بواسطه التبرير و لي معاني الكلمات وعمل شبكه من خطوط افتراضيه وهميه تربط جمل متناثره بعضها ببعض لايجاد علاقه ما ،من الطبيعي ان يكون لهذه العمليه تأثيرها على اناس يعيشون في مجتمع لاتزال محكوما بعباده وتقديس النصوص المكتوبه قبل الاف السنين ولكن عندما يحرر الانسان عقله ويبدأ بالتساؤل المنطقي والعلمي ستكون هذه هي اللحظه الحاسمه في التوجه الصحيح وسيبدأ بوضع مصيره في يده .
وقبل ان ابدأ بعرض ترجمه هذا الفصل من الكتاب اعلاه اود ان اوجه بعض الاسئله الى جميع المتدينين هذه الاسئله التي تمثل جزا من الاساس العلمي والمنطقي الذي يجب معامله هذه النصوص الباليه بها .واول ما يرد على خاطري هو لماذا تحتاج كتب تدعي انها كتبت بوحي الهي الى التاؤيل والتفسير لفهم مدلولاتها ومعانيها ؟ والجواب واضح وهو ان المؤمن بقدسيه هذه الكتب وعندما يجابه بتناقض ما في النص او عندما يكتشف علماء الاريكولوجي عدم وجود الاشخاص الذين حيكت حولهم كل هذه القصص او تتناقض معلومه ما مع العلم الحديث فلن يجد المؤمن بدا من اللجوء الى ايجاد تبريرات وتفسيرات للخروج من هذا المأزق ويظهر بعدها لنفسه انه قد اثبت صحه دينه ولكنه مع الاسف انه قد تخيل ذلك لانه يريد ذلك ولانه لايريد ان يشعر بأنه قد خان مايعتبره تاريخا يبرر وجوده على هذه الارض
ما دمت تستاء من عالم التبريرات كله ، عليك الا تنس ان فكر الملحد قائم على التبريرات ولي النصوص العلمية والقفز عليها ، إما إلى الأمام أو الإلى الوراء . بل وايقاف العقل كلما جمح خارج حلبة النظرية . فلماذا تستغرب التأويل وأنت قادم من أيديولوجية معتمدة على التأويل والرجم بالغيب أصلا ، سواء في الماضي السحيق أو المستقبل المجهول ؟ وإذا تكلمت عن النصوص البالية ، فلا تنس مرورك على عظام القرود البالية التي تحمَّل ما لم تحتمل من التأويلات ومن التزويرات ايضا , اذا كلنا في الهوى سوى باستثناء التزوير .
وهذا هو ديدن جنيع الاصوليين والمكابرين في جميع الاديان حتى انهم يحرمون النقاش في النصوص بواسطه قوه الدوله او القتل والاغتيال وهنا اسال لماذا يحتاج دين من الله القوي الجبار الى السلطه الدنيويه لفرض وجوده وتثبيت مؤسساته على الارض ؟ فلماذا يحتاج الله-يهوه الكامل الى الانسان الفاني ؟ولماذا يحتاج الكامل الجبار الانسان الناقص لتفسير اياته ؟ والتخبط والتوسل لايجاد معاني رمزيه وهميه لاقناع المتشككين ؟ الايعتبر هذا نقص خطير في كمال الرب ؟
ليس محتاج ولم يقل انه محتاج ، بل قال انه غني وانتم الفقراء ، وإن كنت ترى ردي هذا على انه احتياج من الله لي ، فسوف اسألك ايضا : هل الالحاد محتاج لك ايضا ؟ لماذا لا يقف على قدميه بنفسه بدون دعاة هو ايضا ؟ اهو ضعيف الى هذا الحد ؟
ليست افهام الناس واحدة ، وكل النصوص تحتاج الى هذا الشرح ، ولو كان هذا الشئ خاص بالنصوص الدينية لجاز لك ان تقول ذلك ، والنقد الأدبي الحديث له مهمتان : أولاهما تفسير النص الأدبي ،
القرآن بريء من كل هذه التهم التي سقتها ، فهو لا يطلب من المسلمين أن يدافعوا عنه ولا أن يفسّروه ، ولا يمنع أحداً من مناقشته ، ولا توجد آية تنص على حماية الإسلام أوالقرآن ، بل هو نفسه يناقش الكفار ويذكر مجادلات مع الكافرين ، فلماذا يحرّم حرية الرأي مع أنه يثبتها وهي تدور على صفحات المصحف ؟ أما إجتهادات المسلمين وسلوكياتهم المتأثرة بالظروف ، فالباحث المنصف لا يتخذها أدلة على تقييم الفكر .
وهل علماء الأركيولوجيا نبّاشين جثث ؟ وكل من ذكر في الكتب السماوية ، سيبحثون عن قبره وينبشوا عظامه ؟ حتى يتأكدون ونتأكد معهم من خلال الدي ان اي من وجود كل شخصية مذكورة ؟ الآلاف من الجثث سوف توضع أمامك لكي تؤمن فقط !
وبالنسبة للسلطة الدنيوية والمؤسسات ، فهذا كله غير موجود في القرآن ، فهو لم يتكلم في السياسة ولا عن اسلوب لإدارة الحكم ، بل كان يتكلم عن المؤمنين اياً كانوا ، سواء لهم دولة أو كانوا خاضعين لدولة غير مسلمة ، ولم يطالبهم بإقامة الدول . لأن عقائد الإسلام وعباداته لا تحتاج إلى دولة بقدر ما هي تحتاج إلى مجموعة مؤمنة أو حتى فرد مؤمن ، فعدد قليل من البشر يكفون لإقامة شعائر الإسلام ، بل حتى الفرد الواحد كافي لإقامة دينه . أما إقامة دولة إسلامية ، فالظروف الدنيوية هي التي حتّمت إقامة الدولة بسبب العداء الشخصي والقمع الديني الذي مارسته قريش ومن قبل رافضي الإسلام الآخرين للرسول واصحابه ، وعمليات الإضطهاد التي قاموا بها على المسلمين ، ومحاولاتهم وتحزّبهم من أجل التصفية الجسدية للمسلمين .
ثم هل الليبرالية امر واضح ولا يحتاج تفسيرات ؟ الليبرالية والالحاد ونظرية التطور والفلسفة المادية : هل هذه امور واضحة ، ام انها مليئة بالاختلافات والتفسيرات والتأويلات ووجهات النظر ؟
يا اخي كلما عبّرنا عن الليبرالية او الالحاد بكلام ، فوجئنا بمن يقول : من قال لك أن هذا هو الإلحاد أو الليبرالية ؟ مع أني انقل كلام ملحد آخر أو ليبرالي آخر ؟ وكل يقول : الليبرالية اوسع من هذا ! اذهب واقرأ ! مع اني نقلت كلام ائمة من الليبراليين والملاحدة ! نقلنا كلام سارتر ، فقالوا : ما هذا الكلام : نقلنا كلام داروين فقالوا : ما هذا الكلام ؟ نقلنا كلام داوكينز ، فقالوا : ليس بحجة ! هذه هي المذاهب المائعة الغير واضحة ، والتي ينفعها ان تكون مائعة وتريد ذلك حتى لا تُحشَر في زاوية ضيقة . وهذا فرق جذري بينها وبين الاسلام ، فالتأويلات فيه تبحث عن الوضوح ، بينما تأويلات الليبراليين والملاحدة والماديين تبحث عن الغموض وتهرب عن الوضوح الذي سيحشرها في زوايا ضيقة ، لأنها هي افكار ضيقة وغير جميلة ، اذا سلّط الضوء عليها مباشرة . كما يسلّط الضوء على القنافذ الليلية !
ادناه ترجمه جزأ من الفصل الخامس : الى الغرب من عدن
مقارنه بالارهاب الذي مارسته الدوله الثيوقراطيه في اوروبا القرون الوسطى والارهاب الذي تحكم به الشعوب الاسلاميه في يومنا هذا ،يبدو للناظر ان الدين في الغرب قد دجن وتحول الى منظمه عطوفه ورحيمه .
لماذا الحديث عن الدين وكأنه شيء واحد ؟ وإذا قيل أن المؤمنين يؤمنون بإله واحد ، قلتم : بل توجد إختلافات في الآلهة بينهم ! فزيوس غير يهوه ، ويهوه غير آمون ، وهكذا ، فمرة يكون ذات الشيء ، ومرة يكون بينها أبوان واسعة ! على حسب القضية التي يناقشها الملحد ! فتارة يكون الدين شيئاً واحداً ، وتارة يكون ديانات مختلفة !
ولكننا يجب ان لاننخدع بهذه المظاهر او هذه المقارنه السطحيه ونستكين في رؤيتنا للدين .
هذا يعني أن مطالبات الملحدين بتهذيب الأديان كاذبة ، لأن الدين في الغرب دجّن كما يقولون لدرجة أنه لا يؤثر على الحياة ، ومع ذلك يطالب ملاحدة الغرب وبإصرار مسح هذا الدين المدجّن المسالم نهائيا ونهاية الإيمان ، كما فعل هاريس وبقية الدعاة الملاحدة في الغرب .
فالدرجه التي تؤثر بها الرؤيا الدينيه على السياسات الحكوميه وخصوصا في الولايات المتحده الامريكيه تمثل خطرا رهيبا لجميع البشر .
فلقد اصبع معلوما لدى الجميع ان رونالد ريغان الرئيس الاسبق للولايات المتحده الامريكيه كان ينظر الى مشكله الشرق الاوسط من خلال منظار ديني ومن خلال النبؤات الانجيليه والتوراتيه .بل ان رونالد ريغان ذهب الى ابعد من هذا حين كان يدعو اشخاصا مثل جيري فالويل وهال لنديسي المعروفان بمواقفهما المتزمته دينيا الى اجتماعات مجلس الامن القومي .ومن نافله القول ان نقول انهما من الاشخاص الذين لن يكونا قد ترددا في استخدام القنبله الذريه على المنطقه .
لسنوات عديده شكلت رؤيه المسيحين المحافظين العمود الفقري للسياسه الخارجيه الامريكيه في الشرق الاوسط .اما الدعم الذي تقدمه اغلب المجاميع المسيحيه المحافظه وغيرها في امريكا لاسرائيل فهو نابع من اعتقاد هؤلاء بان دعم اسرائيل اللامحدود سيؤدي الى سيطره اسرائيل على مقاليد الامور في الشرق الاوسط مما سيمهد الطريق لاعاده بناء هيكل سليمان في القدس ةالذي سيؤشر بدأ العوده الثانيه للمسيح الى الارض والتدمير النهائي لليهود ولكل من لم يؤمن بيسوع .
هل نفهم من هذا ان الالحاد الغربي هو ضد اسرائيل ولا يدعمها ؟ الجميع يدعم اسرائيل ! اين مواقف الإلحاد والملحدين حتى تفرقه عن مواقف الانجيليين المتعصبين ؟ الجميع سواء في خدمة دولة دينية : الملحد والمسيحي . أمر يثير العجب ولا يثير !
ان مثل هذا الترقب والامل بل والعمل على تحقيق هذه الرؤيا لعمليه اباده جماعيه مرتقبه على يد ادوات الله ومنهم يسوع الرحيم الللطيف القى بظلاله على دوله اسرائيل منذ نشاتها وحتى ان وعد بلفور في عام 1917 كان قد اعتمد في جزا منه على هذه الرؤيا التوراتيه الانجيليه .
ان هذا الاستخدام لرؤى يوم الحساب في السياسه المعاصره يؤشر لنا وبوضوح ان مخاطر الاعتقاد الديني على مستقبل البشر لايزال شاخصا للعيان .
بالطبع هاريس ملحد ، ولكن هل هو ضد إسرائيل ومع أصحاب الحق الفلسطينيين ؟ أين هي الحروب التي قامت حقيقة بدافع الدين ؟ انها مصالح تلبس لباس الدين أو الحرية او الديموقراطية او القومية كالعادة إلى ما شئت ، ومع ذلك فالحروب التي قامت باسم الدين قليلة جدا خصوصا في العصر الحديث ، فحروب عالمية قامت باسم القومية ، فهل سيحارب هاريس القومية والقوميات بنفس حربه للدين ؟ وهل سيبدأ بالقومية اليهودية قبل القومية الامريكية ؟ فاكبر الحروب المدمرة قامت باسم القومية ، فلننتظر !
الالحاد الشيوعي قتل خمسين مليونا ، فهل سينتقد الالحاد الذي يقتل البشر الذين ينتسبون للاديان ويتوعد بنتف لحاهم وإزالة رموزهم الدينية بالقوة ؟ ألا يسمى الإلحاد دينا ويشكل خطرا على البشرية ذوو الاغلبية الدينية ؟ لانه يكن العداء الشديد للاديان واتباعها ؟ ماذا فعل لينين وستالين الملحدين عندما صار بيدهما النفوذ ؟ ماذا فعلوا بالمؤمنين ؟
ان صور اضطهاد غير المؤمنين للمؤمنين هي الاكثر والأوضح في التاريخ ايضا : الكافر يضطهد المؤمن وبشكل بشع ، وليس العكس : ماذا فعل فرعون واصحاب الاخدود وقريش واليهود بالمسيحيين ؟ وكأنها اصبحت قاعدة عامة : من لا يؤمن بشيء يضطهد من يؤمن بشيء . او يسيء اليه ، أو يتقصده بالنقد الجارح دون غيره . سواء في دين او في غير دين ، هكذا علمنا التاريخ . كما يفعل الملاحدة بالمؤمنين ، يحاولون ان يعلقوا عليهم وعلى دينهم كل شيء خاطئ ، وربما حملوهم مسؤولية الانجراف القاري يوما من الايام !
ان ايمان وحياه الملايين من المسيحين والمسلمين المؤمنين تتمحور على على الاعتقاد الديني العميق لديهم ان تحقيق هذه النبؤات الالهيه ستكون يوم انتصار دينهم على الاديان الاخرى والذي لن يتحقق الا بعد ان تجري الدماء كالانهار من القدس وفي القدس وكل من هولاء يعتقد ان هذه الدماء ستكون دماء الاخرين ،انها صوره مقيته ولكنها حقيقه تستقر في نفوس كل المؤمنين من مسلمين او مسيحين
لا تنس نبوءات نيتشه : السوبرمان الملحد الساحق مهلك ومبيد الضعفاء ، الذين لا نفع لوجودهم له . والمؤمن بالصراع والقوة والبقاء للاقوى . ان هذه العقلية هي مهندس الصراع والشر على الكرة الارضية ، التي يتبناها الالحاد عقيدة وتطبيقا ، وتهمش الاخلاق كما يفعل هاريس في مرحلة ما بعد الانسانية التي يدعو اليها وينادي بنبذ الانسانية لتبقى القوة العمياء فقط ، فإذا زالت الاخلاق حل محلها القوة والصراع .
هذا هو الخطر الحقيقي المحدق بالبشرية ، وإن كانت الديانات تنتظر المخلص عند قيام الساعة ، وهذا ما يخاف منه هاريس الذي لا يؤمن بالساعة اصلا ، فإن الخطر الإلحادي ليس مربوطا بزمان ، وقابل للتنفيذ في كل يوم ، وربما هو الذي يحتاج إلى مخلص يخلّص الناس من بطشه .
هذه الرؤيا التي صاحبت حروبا حدثت في ساحق الزمان انعكست بفعل الدين واصبحت نبؤات مستقبليه يحلم المومنين ويصلون مترقبين يوم حدوث هذه المذابح فأي بشاعه بعد هذه البشاعه ؟واي مصير ينتظر الانسانيه اذا تحكمت هذه الاديان برقاب البشر؟
هي تحكمت في السابق ولم تحصل المذابح التي تخاف منها ! لكنها حصلت في الفترة العلمانية بعد أن تمت تنحية الدين في اوروبا . ألا تكفيك حربان عالميتان ؟ مات فيها مئات الملايين ؟ طبعا ليس الدين سببهما .
وان كان يتكلم عن اليهود فهذا صحيح ، لانهم يرون انهم عرق خالص ويجب على البشرية ان تخدمهم ، ويرون غيرهم بهائم كما هو موجود في التلمود وفي تصريحات الحاخامات . اما المسلمين والمسيحيين ، فهم ينتظرون من سيملأ الأرض عدلا وليس قتلا وظلما .
الدقة مطلوبة قبل اصدار الاحكام العامة وخلط الاوراق مع بعضها ، كما يفعل هاريس ، وهو يعرف المسيحية ودعوتها للتسامح ، ومحبتها للاعداء حتى ، بغض النظر عن دعاوى المتطرفين من كل دين . ودعوة الإسلام للعدالة وعدم إكراه أحد على قبوله .
المشرع الخالد
ينظر العديد من اعضاء الاداره الامريكيه الحاليه الى عملهم في الحكومه على اساس انه تكليف الهي وينطلقون في معالجه الكثير من القضايا من منطلقات دينيه بحته .ولناخذ مثلا قضيه القاضي دوي مور قاضي المحكمه العليا في ولايه الباما ،فبعد ان وجد نفسه امام سادس اعلى معدل للجريمه في الولايات المتحده الامريكيه قرر هذا القاضي مستندا بذلك الى ايمانه المسيحي ان ينشيء نصبا من طنين ونصف الطن منقوش عليه الوصايا العشر داخل ساحه المحكمه العليا ان هذا الاجراء كما لايشك احد عباره عن خرق واضح