ما رايك يا مسلم بهاذا الحديث!!

لعلكم ستستغربون اذا قلت لكم أن اول حديث جعلني اكفر بالله والاسلام هو حديث ابي ذر في صحيح مسلم (أتدري اين تذهب الشمس حين تغيب ) ثم قال (فإنها تذهب فتسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، فيوشك أن تستأذن فلا يؤذن لها فيقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها).

الشاهد أننا نعلم علماً لاشك فيه أن الشمس لا تغيب بشكل كلي عن الأرض ، وأنها حين تغرب في طرف من المعمورة ( اليونان مثلاً) فإنها تكون قد حطت رحالها في اقصى الطرف الآخر (الاكودر مثلا) وهكذا. هنالك حالة طبيعية واحدة وهي حالة الكسوف.

هذا الحديث اوقف شعر رأسي ، وكان مثل سكب ماء بارد على رأس نائم . ذهبت إلى العلماء، وسألتهم عن التخريج ، وقلت لهم بأنّ الحديث يخالف المحسوس ، فهل الحديث داخل في الغيبات ؟( أيْ مثل أن كل شيء يسبح بحمد الله ولكن دون أن نعقل نحن هذا ماهية هذا التسبيح ـــــ طبعاً على اعتبار أن هناك الكثير في الكون والأرض مما لا يدركه الانسان بحواسه المجردة).

الحاصل أن هؤلاء العلماء قالوا بأن الحديث على ظاهره ، ولا توجد علة شرعية أو لسانية تصرفه عن الطاهر إلى ما يقبل التأويل . وقالوا بأننا لا ندرك من الشمس إلا الضياء والحرارة ( رغم أن سؤالي عن المجيء والذهاب الذي نعقله بالنور والظلمة) .

عندها ادركت أن هناك خلل في الأمر، لأن الحديث ثابت موثق المتن والسند ، وعندها بدأتُ اقرأ في الكتب الاسلام بعقل حاضر ، جاعلاً من الشك والتمحيص أدوات حلحلة وبحث وتقصي ، وليس التسلم المطلق والتعبد بالبحث. مع هذا البحث، بدأت بعمل ما يعرف في الفكر الجابري بــ أنسنة النصوص ، حيث رفعتُ الحصانة الفكرية من الايات القرآنية ، ولم يمض وقت طويل حتى تساقطت اوراق التوت _ كما يقال_ وانكشفت لي حقيقة أن الاسلام ليس ديناً إلهياً ومحمد رجل عادي وليس رسول ولا نبي.

الحديث الآخر هو ايضاً في صحيح مسلم ، ألا وهو حديث الدجال الطويل عن النواس بن سمعان ، حيث قال عنه شيخي المفضل محمد بن صالح العثيمين ( شاذ) وكذلك الالباني . كيف يشذ حديث وهو في ثاني اصح الكتب المصنفة؟ طيب على هذا الاساس حديث عمر بن الخطاب (انما الاعمال بالنيات) ايضاً شاذ لأنه لم يروه عن النبي إلا عمر!!

وهذا يجلبنا رأس على عقب إلى ما يعرف داخل علم الحديث بــ علم العلل : أن يقول ابي حاتم أو أحمد بن حنبل أو ابي زرعة او غيرهم بأن حديثاً ما فيه علة تجرحه دون أن يبينوا السبب . هذا العلم يقال بأنه لم يؤته إلا قلة قليلة من الراسخين في العلم، وايضاً يقول المحدثون بأنه قد انقطع ولم يعد احد يعلمه. السؤال الذي يحضرني هو: انحصار هذا العلم في قلة من قلة ( افاضل العلماء فقط) من البشر وايضاً في وقت مضى فقط ، كيف يمكن أن يدعم فرضية ( ما ارسلناك إلا رحمة للعالمين)؟

Basic Information

General Resources

CEMB Organisation