صدقني ستجد اكثر من ذلك ، وممن لا تتوقع منهم .
لدي صديق مسلم لا يصلي ويفوت ايام من صيام رمضان ويشرب الخمور ويزني ويفعل كل شيء . اذكر مرة سكنت معه في شقة لثلاث اشهر ، لم يركع فيها لله ركعة واحدة . باعتبارات شرعية كثيرة ، هذا الانسان كافر كفراً عملياً ، لأنه ترك الصلاة . لحديث (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة) في صحيح مسلم وغيره .
طبعا الحديث لم يحدد مدة زمنية ، وأل التعريف في كلمة (الصلاة) تفيد الاستغراق ، وبالتالي هناك من قال بأن من ترك جنس الصلاة كفر وليس راتبة واحد أو اثنين . ايضا هناك من السلف ( التلف) من قال بأن ترك الصلاة لثلاثة ايام كفر . فقط المرجئة تقول بأن الكفر اعتقادي فقط (يعني ما تكفر عندهم ابدا طالما تعتقد أنّ الله هو الرب ومحمد هو الزب
) . ناصر الدين الألباني من المتأخرين من قال بهذا القول الارجائي.
المهم أن هذا الشخص _ الذي لا يصلي ويعرف بأن ترك الصلاة كفر_ عندما اخبرته بكفري ، غضب غضباً شديدا ، وذهب إلى شيخ وطلب منه دعوتي إلى الله والصراط المستقيم الخ . وفجأة صار يصلي ويقرأ في ما يسمى بالـــ "الاعجاز العلمي" في القرآن لزغلول النجار ، وغيره من الكتب الذي قد تساند معاني الإيمان المهترئة في نفسه .
عندما بدأ يخبرني عن الله والدار الآخرة ، بدأتُ اجادله مستخدما ادلته الشرعية ، وحاولت جلبه إلى التناقض والصدوع الرهيبة الموجودة في الاسلام ، قال لي : اخرص ولا تتكلم عن هذا الموضوع معي مرة اخرى. انت شيطان رجيم ، تريد أن تجرني معك الى النار ، أنت تحسدني على نعمة الاسلام، يا منافق يا حصب جهنم ، والله العظيم لو أنك في بلد اسلامي لكنتَ مسلماً الآن ، لأن حد الردة موجود ويرهبك اعداء الله امثالك الخ الخ.
استغرابي كائن في أن هذا الانسان ليس متطرفاً ومعقدا مثل اصحاب العمائم واللحى ودهن العود ، لكن خروجي وخروجك عن دائرة الاسلام كفيل بأن يبعث من السبات الشتوي كل شيء همجي وقمعي في نفس اكثر من المسلمين اعتدالاً . أتدري لماذا؟ لأن المسلم يرى الأشياء بيضاء وسوداء ، وهذه الثنائية تعني أننا ــ أنا وأنت ــ قد اصبحنا اعداءه الألداء.